لماذا أدرجت اليونسكو خبز الباغيت الفرنسي ضمن التراث العالمي؟

 

فرنسا تُدرج خبز الباغيت ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي لليونسكو

في خطوة وصفها كثيرون بأنها انتصار للثقافة الفرنسية، أعلنت وزارة الثقافة في فرنسا رسميًا عن إدراج "خبز الباغيت" في قائمة التراث الثقافي غير المادي لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو). وجاء هذا القرار بعد سنوات من الجهود التي بذلتها نقابات الخبازين التقليديين والمهتمين بالتراث الغذائي في فرنسا.

ما هو الباغيت ولماذا هو مهم؟

الباغيت ليس مجرد خبز طويل ومقرمش، بل هو جزء لا يتجزأ من الحياة اليومية في فرنسا. يُستهلك هذا الخبز بكميات ضخمة يوميًا، ويُعد من المكونات الأساسية على موائد الإفطار والغداء والعشاء. وما يميز الباغيت ليس فقط مذاقه، بل أيضًا طريقة تحضيره التقليدية التي توارثتها الأجيال.

تقول وزيرة الثقافة الفرنسية في بيان صحفي: "هذا الاعتراف هو تكريم لمهارة الخبازين الفرنسيين الذين يستيقظون مع ساعات الفجر الأولى لصناعة خبز يرمز إلى البساطة والهوية الوطنية".

الباغيت في أرقام

• يُنتج أكثر من 6 مليارات باغيت سنويًا في فرنسا.
• يُستهلك بمعدل 320 باغيت لكل مواطن سنويًا.
• يوجد أكثر من 30 ألف مخبز تقليدي في البلاد.

ردود الأفعال الدولية

لاقى القرار ترحيبًا واسعًا ليس فقط داخل فرنسا، بل من عدة دول تحتفي بالمخبوزات التقليدية ضمن ثقافتها. ووصفت اليونسكو هذا النوع من الخبز بأنه "رمز للتقاليد المجتمعية والكرم".

احتفالات في باريس والمدن الفرنسية

احتفلت العديد من المخابز المحلية في باريس ومدن أخرى بإعلان إدراج الباغيت ضمن التراث العالمي. وقام عدد من الخبازين بتوزيع خبز الباغيت مجانًا على الزبائن، في مشهد عكس فخر الشعب الفرنسي بتراثه الغذائي.

طريف لكن حقيقي: البعض طالب بإدراج الكرواسون في القائمة ذاتها، بينما غرد آخرون: "الباغيت دخل التراث، والجبنة الفرنسية لازم تُعامل معاملة التحف الفنية!"

ما هو التراث الثقافي غير المادي؟

تُعرّف اليونسكو التراث غير المادي بأنه الممارسات والتقاليد والمهارات التي تُنقل من جيل إلى جيل وتشكل جزءًا من هوية المجتمعات. ويشمل ذلك الرقصات، الأغاني، الطقوس، وأيضًا المهارات الحرفية مثل صناعة الخبز.

هل يمكن أن تدرج المزيد من الأطعمة؟

نعم، هناك عشرات الأطعمة التي رُشحت من عدة دول للدخول في قائمة التراث الثقافي. من بينها القهوة العربية، الكسكس المغربي، والسوشي الياباني. وتعتبر هذه الخطوة وسيلة لحماية تلك التقاليد من الاندثار، خاصة في ظل العولمة.

فرنسا وخبزها: علاقة لا تنتهي

منذ الثورة الفرنسية، كان الخبز رمزًا للحرية والكرامة. واستمر الباغيت كرمز ثقافي عميق، ليس فقط بسبب نكهته، بل لأنه يمثل صورة من صور الحياة الفرنسية اليومية، من مشهد الشخص الذي يخرج صباحًا من المخبز وفي يده الرغيف الطويل.

الخاتمة

إدراج خبز الباغيت ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي هو انتصار للثقافة الفرنسية ولكل من يقدّر قيمة الطعام التقليدي. وفي وقت تهيمن فيه المنتجات الصناعية والسريعة، يأتي هذا القرار كتذكير بأهمية البساطة، والحِرفة، والروح الإنسانية التي تنبع من خبز يُعدّ بشغف.

وربما المرة القادمة التي تتناول فيها قطعة من الباغيت، ستنظر إليها باحترام أكثر… فهي ليست مجرد خبز، بل جزء من تراث إنساني عالمي.